تأثير متفاوت للحرب على قطاع في لبنان وإسرائيل

 

تُعتبر الشبكة الكهربائية في إسرائيل مختلفة عن تلك الموجودة في لبنان، حيث تُعد شبكة لبنان أصغر وأقل كفاءة، وتعاني من العديد من المشاكل والتعقيدات. الشبكة الإسرائيلية قادرة على تلبية احتياجات السكان من الطاقة الكهربائية، في حين تعاني الشبكة اللبنانية من تقادم البنية التحتية وضعف الصيانة وعدم القدرة على مواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء.

يعتمد المواطنون في لبنان على بدائل للكهرباء بسبب عدم قدرة المؤسسة العامة على الإنتاج وتوصيل الطاقة إلى المنازل والمدن والأحياء والقرى. تشمل هذه البدائل المولدات الكهربائية الخاصة والألواح الشمسية وأنظمة تخزين الطاقة، مما يشكل عبئًا إضافيًا على المواطنين من حيث التكلفة والصيانة. أدى هذا الوضع إلى نشوء اقتصاد موازٍ في قطاع الطاقة، حيث أصبحت شركات المولدات الخاصة جزءًا لا يتجزأ من المشهد الكهربائي اللبناني.

في المقابل، تعتمد إسرائيل بشكل رئيسي على محطاتها الكهربائية المركزية، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر في حال تعرض هذه الشبكة لأي اعتداء أو عطل. يؤدي أي اعتداء على الشبكة الكهربائية الإسرائيلية أو معامل إنتاجها إلى تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، الذي قد يتعرض لمزيد من الشلل. تعتمد معظم القطاعات الاقتصادية في إسرائيل، بما في ذلك الصناعة والزراعة والخدمات، بشكل كبير على توافر الطاقة الكهربائية بشكل مستمر. أي انقطاع طويل في التيار الكهربائي قد يؤدي إلى خسائر فادحة في الإنتاج والإيرادات.

استهدفت المقاومة في لبنان محطات الكهرباء الإسرائيلية سابقًا، مما أثر على ضخ المياه في مناطق معينة، وتم إصلاحها لاحقًا. هذه الهجمات سلطت الضوء على نقاط الضعف في البنية التحتية الإسرائيلية وأظهرت مدى تأثير الاضطرابات في إمدادات الطاقة على الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية. في حين تمكنت إسرائيل من إصلاح الأضرار، إلا أن هذه الحوادث أثارت مخاوف بشأن الأمن وقدرة البلاد على الصمود في وجه الهجمات المستقبلية.

تجدر الإشارة إلى أن الوضع الكهربائي في لبنان يعكس تحديات أوسع تواجه البلاد على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. فالأزمة الكهربائية المستمرة هي نتيجة لعقود من سوء الإدارة والفساد وعدم الاستثمار الكافي في البنية التحتية. أدى هذا الوضع إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، حيث يضطر المواطنون إلى تحمل تكاليف إضافية للحصول على الكهرباء، مما يؤثر سلبًا على مستوى معيشتهم وقدرتهم على المنافسة اقتصاديًا.

ومع ذلك، فإن الاعتماد الكبير لإسرائيل على بنيتها التحتية المتطورة يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالهجمات أو الأعطال الكبيرة، في حين أن تعود اللبنانيين على التكيف مع انقطاعات التيار الكهربائي قد منحهم نوعًا من المرونة في مواجهة مثل هذه التحديات.

اضغط هنا لمشاهدة المقابلة على قناة الغد